هل تشعرون معي بالعار والغضب وما هو أسوأ، عندما نعلم بأن في بلد عربي، هو المغرب الشقيق الحبيب، صدر بالأمس حكم من محكمة بسجن مواطن "عبد الحرمان زنكاض" لاتهامه بكتابات تناهض التطبيع مع الصهاينة؟. وهذا بعد اعتقاله من بيته 22 مارس الماضي.

 وهل تشعرون معي بالعار والغضب وأسوأ، لأن قبلها بيومين شاركت جيوش دول عربية علنا وسرا في الدفاع عن الجيش الإسرائيلي، وأسقطت طائرات مسيرة وصورايخ في طريقها لأهداف عسكرية؟. وكأنه لايكفي ما تفعل عشرات القواعد الأمريكية من المحيط إلى الخليج. وألا تتوقعون كحالي أن يكون في دول عربية عاهدت الإرهابيين الصهاينة، علنا أو سرا، أكثر من ضابط أو جندي بجيوشها عوقبوا لأنهم رفضوا التطبيع والمشاركة في مناورات مع إسرائيل والتعاون معها؟.

 وهل تشعرون معي بالعار والغضب وأسوأ، لأن سلطات ورجال أعمال بمصر، القلب الذي نعيش فيها وتعيش فينا، يستوردون من الصهاينة غاز فلسطين المسروق؟، وتصبح بيوتها ومصانعها وأمنها تحت رحمتهم، ويتحمل شعبها انقطاع الكهرباء يوميا. ولا تملك كلمة أو رحمة على حدودها معبر رفح إزاء حصار وتجويع وتدميرغزة. وفوق كل هذا، تمنع كل تضامن في الشارع مع شعب فلسطين، وتعتقل بضع عشرات محاصرين تظاهروا لأجله.     

عجزنا عن تجريم التطبيع في بلد (تونس الشقيقة الحبيبة) كان يتقدمنا إلى الديمقراطية والمواطنة وتداول السلطة والحريات والحقوق. وها نحن نصحو لنكتشف أن معارضة التطبيع جريمة وتهمة تلقى بأصحاب الضمائر خلف الأسوار.

  وعجايب!
--------------------------
بقلم: كارم يحيى